ظهيرة يومٍ من أيام الشتاء، تحاول أنت و زملائك أن تتركوا المدرسة في خلسة، فأنت تعلم أن إذا علم أحد والديك أو أحد من مدرستك الأمر
فسوف تقع في ورطة كبيرة
ولكنك رغم ذلك تُقرر أن تأخذ المخاطرة، فليس هناك أجمل من أن تتنمّر على صديقك وأنت تهزمه شر هزيمة 6-0 في ” البلايستيشن ” و تنكّل به هو و فريقه، فذلك التنمر و التنكيل سوف يستمر لأيام بعدها، وسوف تحكي لكل من تعرفه عن هذه ” الفضيحة ” التي أوقعتها بصديقك!
تختلف اللعبة و لكن تتشابه الحكايات، فذلك يعتمد على عمرك عزيزي القارئ، فربما كانت اللعبة التي خاطرت بمستقبلك من أجلها، هي ” اليابانية ” أو ” PES ” أو “فيفا” فذلك لا يهم، فالحكايات تتشابه، سواءً كنت من جيل ” الثمانينات ” أو ” التسعينات ” أو حتى ” الألفية “.
شيٌ آخر يتشابه في هذه الحكايات، ألا و هو أنك إذا أردت أن تدافع فعليك أن ” تلعب بخمسة في الدفاع “، و اذا كان عليك تعويض خسارتك حيث أن صديقك قد سجّل هدف في مرماك قرب نهاية المباراة، فأنت تحتاج أن تسجّل هدف في أسرع وقت
فعليك أن ” تلعب ب 4 مهاجمين أو خطة 4-2-4 “، في كثير من الأحيان أو في أغلبها كان الأمر بهذه السهولة، تريد أن تدافع؟ أزِد عدد مدافعيك! تريد أن تهاجم؟ أزِد عدد مهاجميك! هل نفْس الأمر يحدث في المباريات الحقيقية؟
في مباراة الدور الأول بين مانشستر سيتي وبرايتون في الجولة ال13، كانت تشكيلة برايتون الرسمية كما توضح الصورة القادمة هي 3-4-1-2، بوجود اللاعب الإنجليزي آدم لالانا كمهاجم ثاني بجانب اللاعب رقم 18
بالنظر إلي أدوار لالانا في الملعب، فيمكننا أن نجد أنه في الحالات الدفاعية يكون أكثر لاعبي برايتون تقدمًا للضغط العالي على دفاع مانشستر سيتي كما هو موضح في الصورة القادمة.
أما في حالة الاستحواذ على الكرة، وخاصة بناء اللعب من الخلف يكون لالانا أقرب للاعب وسط ثالث من كونه مهاجم، كما هو موضح في الصورة القادمة
في نهاية موسم ليفربول الماضي، خلق يورجن كلوب ادوارًا جديدة للاعب الإنجليزي ترينت أليكساندر أرنولد للإستفادة بقدراته الإستثنائية في تمرير الكرات، ففي الصورة القادمة يمكننا أن نرى أن في الحالة الدفاعية فإن مركز أرنولد هو مركزه المعتاد، ظهير أيمن.
في المباراة نفسها، يمكننا أن نلاحظ في الصورة القادمة أن في مراحل الإستحواذ على الكرة، فالمدرب الألماني يورجن كلوب يطلب من أرنولد أن يكون أقرب للاعب الوسط من كونه ظهير أيمن.
الإجابة على هذا السؤال يمكن أن تعود إلى ستينيات القرن الماضي
عندما عرّف رينوس ميشيلز أساسيات “ الكرة الشاملة ” ( مقال الكرة الشاملة ) أنها تعتمد على تغيير المراكز بين اللاعبين و تغطية أكبر قدر ممكن من المساحات، حيث أن كرة القدم منذ ذلك الحين هي لعبة أكثر ديناميكية، لعبة الأدوار و ليس المراكز، لا يهم أن ” نسمّي ” دور آدم لالانا، هل هو لاعب وسط أم مهاجم؟ هل أرنولد ظهير أيمن أم لاعب وسط؟ السؤال الأهم هو:
ما هي أدوار لالانا و أرنولد في حالات الإستحواذ على الكرة، و أيضًا في الحالات الدفاعية؟
في ادوار الإستحواذ على الكرة، يكون لالانا لاعب وسط ثالث يساعد فريقه في التدرج بالكرة تحت الضغط، أما في الحالات الدفاعية، يضغط لالانا عاليا بجانب زميله المهاجم الآخر.
و في أدوار الإستحواذ على الكرة لأرنولد، فهو يكون لاعب وسط للإستفادة بقدراته الاستثنائية في لعب تمريرات بين الخطوط، و في الأدوار الدفاعية يدافع أرنولد علي الجهة اليمني بكونه ظهير أيمن.
لا يحدث ذلك مع لالانا أو أرنولد فقط، يحدث ذلك مع أغلب اللاعبين، حيث أن أدوار اللاعبين تتغيّر مع تغيّر مراحل اللعب سواء كانت دفاعية أو هجومية.
مع التطوّر التيكنولوجي في ألعاب الفيديو، من المتوقع أن تكون ألعاب كرة القدم أكثر تعقيدا كمحاولة لمحاكاة الواقع، و من ثَمَّ سيتطوّر الأمور التكتيكية في هذه الألعاب، حينها عندما تكون مُتأخرًا في النتيجة و تريد أن تسجل هدفًا، أو عندما تكون متقدّما في النتيجة و تريد تأمين المكسب، لا تُشّرك مهاجم أو مدافع، لإنه لن يهم ” مُسمّي ” هذا اللاعب، بل الأهم هو أن تعرف أدوار هذا اللاعب في المراحل المختلفة و مدي كفاءته فيها، و حينها يمكنك أن تحدد إذا كان هذا اللاعب سيساعدك علي تسجيل هدف، أم سيساعدك علي تأمين المكسب.
إنتهى .
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على معلومات التحديث والأخبار والرؤى.